يتتبع التحقيق المخاطر القاتلة التي يواجهها سائقو توصيل الطلبات في العاصمة العراقية بغداد، حيث تتكرّر الحوادث وسط غياب تام للضمانات والتأمينات. كما يكشف عن مخالفات قانونية ترتكبها شركات التوصيل (عبر وكلائها، والشركات الوسيطة) في عقود العمل، وانتهاكات تتعلق بإجراءات السلامة، ومخالفات مرتبطة بتوفير الضمان الصحي والضمان الاجتماعي لسائقي الديلفري، بما يعرّض حياتهم للخطر.
قصة حسين لم تكن الوحيدة. من بين 30 شهادة جمعها التحقيق، تبيّن وقوع ثلاث حالات وفاة بين سائقي التوصيل أثناء عملهم، دون أن تحصل أي من العائلات على تعويضات قانونية، أو حتى اعتراف رسمي من الشركات بالمسؤولية عن الحوادث التي تعرضوا لها.
ينص عقد لسائق آخر يعمل في شركة "عالسريع" حصل فريق التحقيق على نسخة منه على: "ليس من حق الطرف الثاني مطالبة الطرف الأول بأي تعويض مادي أو معنوي، أو ملاحقة الطرف الأول قانونياً أو عشائرياً بأي شكل من الأشكال، وفي حال تعرض الطرف الثاني لحادث أثناء تأدية عمله أو بسببه، يُعدّ هذا إقراراً من الطرف الثاني بذلك".