اصبحت أداة للمراقبة وقمع حرية التعبير  .. عشر منظمات تطالب الحكومة بأغلاق منصة” بلغ”  لمراقبة المحتوى فوراً

0
قيود

أعربت عشر منظمات معنية بالحريات والحقوق والمعلوماتية عن إدانتها  الشديدة لاستمرار السلطات العراقية في استخدام منصة “بلّغ” في مراقبة المحتوى على الإنترنت وقمع حرية التعبير حسب وصفهم

منصة للرقابة والملاحقة

وقالت تلك المنظمات في بيان أصدرته اليوم الجمعة إن المنصة الحكومية أُطلقت  قبل عامين بذريعة مكافحة ” المحتوى غير اللائق” على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها أصبحت أداة لتسهيل الاعتقالات التعسفية والمضايقات والملاحقات القضائية ضد المبدعين والنشطاء. وخلقت المنصة مناخًا من الرقابة الصارمة والرقابة الذاتية، مما زاد من تدهور سجل حقوق الإنسان في العراق حسب البيان .

وعبرت المنظمات عن مخاوفها التي قالت بانها مستمرة منذ إطلاق المنصة  في يناير 2023  لاستخدامها كأداة للمراقبة العامة وسط غياب التحديثات حول إحصاءات الشكاوى ونتائج الملاحقات القضائية مما أثار مخاوف حقوقية من إمكانية استخدام المنصة لقمع حرية التعبير وترهيب المدونين المنتقدين للسياسات الحكومية.

استهداف النساء 

ووفق البيان فأن  منظمة انسم للحقوق الرقمية ، رصدت أن الإجراءات القانونية المتخذة خلال العامين الماضيين من قبل المنصة تبدو وكأنها تستهدف النساء بشكل غير متناسب، خاصة اللواتي يتحدين المعايير الاجتماعية التقليدية، مما يعكس اتجاهًا إقليميًا أوسع لتقييد حقوق النساء تحت شعار الأخلاق والنظام العام

واشار البيان الى ان  المنصة تتعارض القوانين الدولية وتتقاطع مع معايير حرية الرأي والتعبير

إغلاق المنصة وإلغاء التشريعات التي تحد من الحريات

ودعت المنظمات في ختام البيان الحكومة العراقية إلى إغلاق منصة بلّغ فورًا وإطلاق سراح المعتقلين وإسقاط التهم الموجهة إليهم بشكل غير عادل. كما طالبت إلغاء جميع التشريعات الوطنية التي تتعارض مع التزامات العراق الدولية في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك المادة 403 من قانون العقوبات.

وضم البيان توقيع المنظمات التالية “منظمة أكساس ناو ،المادة 19 ، مركز الخليج لحقوق الانسان ، انسم للحقوق الرقمية ، مركز المعلومة للبحث والتطوير ، ريحانة المصطفى الانسانية ، جنة العطاء للإغاثة الإنسانية ، جمعية الدفاع عن حرية الصحافة ، مركز مترو ، سمكس”

متى تأسست “بلغ “

في يناير \ كانون الثاني  من العام 2023 أنشأت وزارة الداخلية العراقية منصة للتبليغ عما أسمته بالمحتوى الهابط والمسيء، والذي ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلامي، أسمتها منة “بلغ ”  

وخلال الأشهر الثمانية الأولى على إطلاقها، أعلنت وزارة الداخلية في العراق أن أكثر من ١٥٢ ألف بلاغ قدم على المنصة ،  بهدف رصد المحتوى الإعلامي المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي والذي صنف بأنه يسيء للذوق العام ويخدش الحياء ويزعزع الاستقرار المجتمعي. وأشارت إحصاءات  الداخلية إلى اتخاذ ٤٤ إجراءً بحق أصحاب المحتوى الهابط الذين تم التبليغ عنهم في منصة بلّغ خلال الاشهر الثمانية الاولى من تأسيسها .

وتعتمد وزارة الداخلية العراقية على نص المادة 403 من قانون العقوبات في العراق الصادر في العام 1969

أثارت الجدل من تأسيسها .

وأثارت منصة ” بلّغ ” منذ تأسيسها الجدل بين مؤيدين ومعارضين، لاسيما بعد القبض على عدد من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والحكم بالحبس عليهم لفترات متفاوتة،

حيث عبرت منظمات  عن رفضهم لوجود المنصة مع بداية اطلاقها و قالوا إنها تقييد للحريات ولا توضح أو تفسر معنى وضوابط المحتوى الهابط، كما حذروا من استغلالها لاستهداف ناشطين وحقوقيين، على حد وصفهم.

وكان مركز الإعلام الرقمي (منظمة غير حكومية) قد كشف أن عدد مستخدمي شبكات التواصل بمختلف أنواعها خلال عام 2022 بلغ نحو 28 مليوناً و300 ألف مستخدم، حيث يشكل الذكور ما نسبته 67.9%، بحسب المركز

وتتراوح أعمار مستخدمي مواقع التواصل بين 5 و34 عاماً، في الوقت الذي أكد فيه المركز أن تطبيق تيك توك شهد زيادة كبيرة بأعداد المتابعين العام الماضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *