21 نوفمبر، 2024

90 حالة عنف أسري تسجل يوميا في العراق  

خلال أربعة عقود 4000 امرأة عراقية قتلت على يد ذويها 

العنف بحق النساء مشرعن قبليا وغائب قانونيا 

احتفل  العالم في الخامس والعشرين من تشرين الثاني الماضي باليوم العالمي لإيقاف العنف ضد المرأة و المرآة العراقية وجدت في هذا اليوم مناسبة للتذكير بما تواجهه  من عنف يعد الأخطر على مستوى العالم وسط تسجيل لاستمرار حالات التعنيف الاسري والقتل والانتحار فيما تقول ناشطات ومنظمات ان التحركات الحكومية والمجتمعية غير مجدية إزاء مواجهة ما تتعرض له نساء العراق من عنف محمي بسطوة العرف والذكورية 

بين نارين .. الوصمة والعار 

“جربت كل الطرق ولم يتبقى امامي الا الانتحار” هكذا تصف سهاد علي ” اسم مستعار ” ما تبقى أمامها من خيارات بعد ان سئمت من دوامة العنف الذي تعيش فيه ، سهاد ذات ال27 عام تتعرض بشكل يومي للضرب على يد زوجها المدمن على شرب الكحول  دون القدرة على العودة مع طفليها الى منزل والدها حيث تسمع الجملة المكررة ” ليس لدينا بنات تطلق هذا عار  ” وضربات اخوها الذي يرى في تبرجها وصمة عار تلحق به أمام الناس ، وبعد سبع سنوات من الزوج تبقى سهاد مضطرة لتحمل ما تتعرض له ولا يحول بينها وبين الانتحار كما تقول سوى خوفها على اطفالها من بعدها ، وحول سبب عدم تقديمها الشكوى ترمي باللائمة على خوفها من تبعات ذلك والنظرة المجتمعية والتي تراها كما تقول حتى في اعين رجال الامن الذين تسجل لديهم شكواها 

تحركات غير جدية 

تسجيل مديرية حماية الاسرة في وزارة الداخلية العراقية اكثر من تسعين حالة عنف اسري يوميا جلها بحق النساء والأطفال  في مؤشر على ارتفاع غير مسبوق بحق النساء

مدير مديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري، التابعة لوزارة الداخلية اللواء عدنان حمود سلمان، كان قد كشف للوكالة الرسمية العراقية في سبتمبر  الماضي ان ” تستقبل يوميا أكثر من 90 حالة عنف أسري عبر خط المديرية  الساخن  لاستقبال الشكاوى في جميع المحافظات العراقية 

https://imn.iq/archives/67757

وأضاف أن “معدل حالات اعتداء الزوج على الزوجة ضمن ظاهرة العنف الأسري في البلاد بلغ 57 في المئة من إجمالي الحالات، أما اعتداء الزوجة على الزوج فقد بلغت نسبته 17 في المئة‎ واعتداء الأبوين على الأطفال وصلت نسبته إلى 6 في المئة والاعتداء على كبار السن كالجد والجدة بلغ 2 في المئة‎ وما تبقى و نسبته 18 في المئة يتنوع بين ما ذكرناه أعلاه بارتفاع وانخفاض وكذلك اعتداء إخوة على إخوتهم وأخواتهم أو العنف اللفظي، 

وحول تلك الاحصائيات  يرى حقوقيون  ان السبب خلف ارتفاع نسب العنف الأسري  هو ان  التحركات الحكومية والمجتمعية غير جدية في مكافحة العنف الجاري بحق النساء  

النائبة السابقة في البرلمان العراقي شروق العبايجي تقول بأن هناك مستويات متعددة وأشكال مختلفة من العنف يقع بحق المرأة العراقية لكن في مقابل ذلك لا توجد حملات وطنية جادة للحد من هذا الظاهرة سواء على مستوى المجتمع او صعيد الخطوات الحكومية وهو ما دفعهُن كحقوقيات وناشطات لرفع الصوت والاحتجاج  لاتخاذ إجراءات  حقيقية على ارض الواقع تعاقب الجناة وتوقف العنف المستمر  بسطوة الذكورية والقبلية المجتمعية 

العرف القبائلي واباحة العنف ضد النساء 

احصائيات الداخلية تأتي مترافقة مع احصائيات أخرى تبين حجم ارتفاع العنف غير المسبوق بحق المرأة حيث سجلت  احصائيات مجلس القضاء الأعلى للعام الماضي   اكثر من واحد وعشرين ألف دعوى  عنف اسري ،  سبعة عشر ألف حالة منها وقعت بحق النساء  وسط تأكيد  بعض المنظمات الحقوقية ان ما يحصل من عنف يأتي بغطاء قبائلي “عشائري” يبيح العنف بحق النساء و يشرعن قتلها ، 

عضوة منظمة مبادرة المعنية بحقوق الانسان توضح بان المرأة العراقية تبدأ التعرض للعنف بسن مبكر ويستمر معها حتى اخر العمر  دون ان تستطيع الكلام تحت سطوة الأعراف القبلية التي ترى ان احتجاج المرأة على ما تتعرض له من الرجل هو وصمة عار  وخروج على تلك الأعراف ، صادق لم تناشد المؤسسات الحكومة كونها وجدت ان الامر ميؤوس منه بل ناشدت شيوخ العشائر العراقية للتدخل للحد من العنف الذي تعانيه النساء 

1000 امرأة تقتل كل عقد من قبل أهلها 

وترمي ناشطات بارتفاع معدلات العنف بحق المرأة  الى عدم تشريع قوانين كفيلة بإيقاف العنف الحاصل مؤكدات وجود جهات حزبية منعت تشريع قانون العنف الأسري  بذريعة مخالفته للأعراف المجتمعية ، ووفقا لإسراء سلمان الناشطة بشبكة النساء العراقيات   تقول بان يد الناشطات مغلولة في ظل عدم تشريع قانون العنف الأسري الذي يوجد غطاء قانوني للتحرك من أجل الحد من العنف  ، سلمان قالت إن الأحزاب الإسلامية الموجودة في مجلس النواب العراقي وقفت مرارا وتكرارا لمنع تشريع ذلك القانون بحجة أنه يخالف قيم المجتمع والشرع ، دون ان ينتبهوا ان تلك الأعراف قائمة على العنف المميت أحيانا بحق المرأة والطفل  

وفقا لهيومن رايتس ووتش فقد قتلت أكثر من أربعة الاف امرأة على يد ذويها في العراق خلال العقود الأربعة الأخيرة وتقول ناشطات بان تلك الإحصائية تلخص حال نساء العراق في يومهن العالمي لإيقاف العنف ضد المرأة 

https://www.hrw.org/legacy/backgrounder/wrd/iraq-women.pdf

يأتي هذا في وقت كان  فيه رئيس الحكومة محمد شياع  السوداني  قد اعلن في أغسطس  الماضي عن اطلاق حملة لمناهضة العنف ضد المرأة لستة عشر يوما تنطلق في الخامس والعشرين من  تشرين الثاني تزامنا مع اليوم العالمي لإيقاف العنف ضد المرأة