خطأ أم عمل إرهابي ..انفجار الطارمية يثير الحيرة والجدل الطائفي
تسبب انفجار كدس للاعتدة خلال عملية تفتيش امنية في الطارمية شمال بغداد بشغل الرأي العام في العراق واثارة الجدل الطائفي مجددا، الجهات الامنية في العراق وصفت الحادث “بالخطأ ” بينما تنظيم” داعش” الأهابي تبنى الحادث وقال بأنه مخطط له ، الامر الذي دعى نواب شيعة للمطالبة بعملية امنية لتطهير الطارمية والحاقها بجرف الصخر فرد عليه نواب وسياسيين سنة وتصاعد الجدل حد التحرك قضائيا .
“خطأ ” أم عمل إرهابي
أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية الثلاثاء الماضي عن مقتل ثلاثة ضباط وأربعة منتسبين خلال عثورهم على كدس للاعتدة في الطارمية شمال بغداد بما وصفته “خطأ فني ” بسبب اتخاذهم إجراءات مستعجلة دون انتظار وحدة مكافحة المتفجرات ،لكن وعقب ايام بسيطة من وقوع الحادث أعلنت صفحات تقنية موثوقة في العراق مختصة بتدقيق المعلومات أن تنظيم “داعش” الإرهابي تبنى رسميا الهجوم على القوات الامنية في الطارمية ،
وقالت تلك الصفحات أن التنظيم تبنى يوم الجمعة الماضي عبر وكالة “أعماق ” الخاصة به العملية وبال بأنها أسفرت عن مقتل وإصابة 13 ضابطا وجنديا من القوات الامنية خلال كمين متفجر نصبوه لهم في بساتين “الطابي ” في الطارمية . التضارب في تصريحات الاعلام الامني وبيانات التنظيم أدى الى إثارة التساؤلات والتشكيك بمصداقية البيانات الحكومية وتعاملها مع الحوادث الارهابية ، حيث عبر مدونون وناشطون عن استيائهم من عدم نشر الحقيقة لاسيما بعد أن نشر التنظيم الإرهابي مقطع فيديو قال بأنه للعملية .
شرارة التلاسن الطائفي
إعلان التنظيم عن تبنيه العملية تسبب بحصول ازمة طائفية جديدة في بلد لاتنفك فيه الجدالات الطائفية عن الاندلاع بين الحين والأخر ، عضو مجلس النواب العراقي “مصطفى سند ” نشر عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك متهكما : “لا يابه كدس (إنفجار) تدرون حوبة الشهداء هاي، لأن الحكومة قررت تقصيرهم و اعتبرتهم هم (فجروا) الكدس ” وفي تصريحات صحفية أخرى ادلى بها طالب النائب بدخول الحشد الى الطارمية واطلاق عملية امنية شبيهة بعملية “جرف الصخر “
وهو ما تسبب بامتعاض وسخط اهالي الطارمية و ممثلي السنة من السياسيين وأعضاء مجلس النواب والحكومة المحلية الى من تصريحات سند معتبرين إياها تصريحات طائفية تدعو الى تجريف القضاء وتشريد اهله ، كما عقد ممثلين عن وجهاء الطارمية بحضور سياسين وشخصيات مجتمعية ، مؤتمرا أعلنوا فيه رفضهم لتصريحات”سند” وقالوا إنها “تسيء الى اهالي القضاء وتتهمهم بالارهاب” ،موضحين أن” الانفجار الذي حصل هو حادث عرضي وليس نتيجة لأي عمل ارهابي ” ، داعين الى “تعزيز الوحدة والابتعاد عن التحديات التي تمر بها البلاد دون التصعيد الطائفي” .
كما أثارت الحادثة والتصريحات التي ادلى بها النائب الى تلاسن طائفي مرتفع على مواقع التواصل وتراشق بين مدونين من الطرفين تبادلوا فيها الاتهامات والسباب الطائفي .
دعوى قضائية و جلسة برلمانية
وعلى إثر تصريحات ومنشورات سند التي أثارت الجدل ” تقدم عضو مجلس محافظة بغداد “الحكومة المحلية ” عن قضاء الطارمية بدعوى للقضاء العراقي ضد النائب “مصطفى سند ” يتهمه فيها بإثارة النعرات الطائفية ويهدد السلم الأهلي ويستهدف اهالي الطارمية ويسيء لهم اضافة الى تشكيكه بالقوات الامنية وعملها حسب وثيقة الدعوى التي انتشرت على مواقع التواصل .
والى جانب المشهداني فقد طالب النائب السابق والسياسي حيدر الملا رئيس مجلس النواب محمود المشهداني عقد جلسة برلمانية للرد على تصريحات النائب وكل من يهدد السلم الأهلي .
الطارمية والحوادث المتكررة
وكثيرا ما شهد قضاء الطارمية شمال العاصمة بغداد وضمن مايعرف بمناطق حزام بغداد ، حوادث امنية متكررة تستهدف يها القوات الامنية بالعبوات او اسلحة القنص الى جانب اطلاق عمليات امنية حكومية في محاولة ملاحقة فلول التنظيم الارهابي في القضاء ، وسط تكرار اهالي القضاء ووجهائه نبذهم للتطرف والارهاب وعدم مسؤوليتهم عن تلك العمليات التي دائما ما تتسبب بتوتر طائفي .