انحسار الحمى القلاعية في ديالى ومساعٍ حكومية لتعويض المزارعين

يشهد العراق جدلاً واسعاً حول تفشي الحمى القلاعية بين المواشي، حيث تراوحت ردود الفعل بين اتهامات بالتقصير الحكومي ومخاوف من مؤامرة تستهدف قطاع الثروة الحيوانية. إلا أن الأوضاع في محافظة ديالى شهدت تطوراً إيجابياً، إذ أعلنت جهات محلية، امس الاثنين، عن انحسار المرض في المحافظة، وسط تحركات حكومية لتعويض المربين المتضررين.
جهود بيطرية واستنفار لمكافحة المرض
مدير المستشفى البيطري في ديالى، محمد غضبان، أكد في تصريح تابعته “منصة عابر” أن الفرق البيطرية لا تزال في حالة استنفار لمواجهة المرض، مشيراً إلى انخفاض معدلات الاشتباه خلال الساعات الـ24 الماضية، لا سيما في قضاء خان بني سعد، الذي سجل في الأيام الماضية أعلى عدد من الحالات. كما أوضح أن جميع العينات المأخوذة من المواشي المشتبه بإصابتها أُرسلت إلى المختبر المركزي في بغداد، بانتظار تأكيد النتائج

وللحد من انتشار المرض، تم فرض قيود على حركة المواشي في عدد من المناطق، بما في ذلك خان بني سعد والمقدادية، بالإضافة إلى الساحة المركزية لبيع الأغنام قرب بعقوبة. وأكد غضبان أن الحظائر العشوائية التي لا تلتزم بالتلقيحات سجلت أعلى معدلات الاشتباه، بينما ظلت الحظائر النظامية محصنة ضد الإصابة، ما يبرز أهمية الالتزام بالبرامج الوقائية
خطة لتعويض المتضررين
من جهته، كشف عضو لجنة الزراعة النيابية، ثائر مخيف، عن خطة
لتعويض المربين المتضررين، تشمل تشكيل لجان بيطرية متخصصة لحصر المواشي النافقة، ووضع آليات لتعويض المتضررين وفق معايير تضمن العدالة والاستمرار في دعم الإنتاج الحيواني. كما أشار إلى أن دخول المواشي المستوردة بشكل عشوائي كان أحد الأسباب الرئيسية لانتشار المرض
استجابة حكومية
و وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية تضم خبراء في الطب البيطري والثروة الحيوانية،في إطار الجهود الحكومية للحد من تفشي المرض، بالإضافة إلى توجيه وزارة الزراعة بحصر الأضرار ورصد معدلات الإصابة. كما شددت وزارة الزراعة على أن المرض لا يشكل تهديداً على صحة الإنسان، إذ لا ينتقل عبر استهلاك اللحوم أو مشتقات الألبان

إجراءات احترازية لاحتواء الأزمة
وزارة الزراعة العراقية أكدت أن الإصابات تركزت في المواشي غير الملقحة وصغار الحيوانات، مشيرةً إلى أن نسبة الإصابة لم تتجاوز 3.9%، وهو معدل ما زال ضمن الحدود المقبولة. كما فرضت الوزارة حظراً على حركة المواشي من وإلى المناطق المصابة لمدة 14 يوماً، مع استمرار عمليات إتلاف المواشي النافقة لمنع تفشي المرض.
تحديات تواجه المربين
رغم الجهود المبذولة، لا تزال بعض المناطق تواجه صعوبات في التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ البعض إلى رميها في الطرقات، ما يزيد من احتمالية انتشار العدوى. وأفادت دوائر البلدية في شرق بغداد برفع عشرات الأطنان من الجيف يومياً، بينما أكد مربو الجاموس فقدان أعداد كبيرة من مواشيهم، ما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة
أزمة متكررة
يُذكر أن العراق يشهد انتشار الحمى القلاعية منذ عقود، حيث سجل بين 5 آلاف إلى 20 ألف إصابة سنوياً في الأعوام الماضية. وعلى الرغم من تأكيد وزارة الزراعة أن المرض مستوطن منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن تفشيه الأخير أثار مخاوف من تأثيرات أوسع على قطاع الثروة الحيوانية
.